بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما


ترجمة الشيخ سيدي الحاج الطيب رحمه الله

هو الولي القطب الصالح المجاهد الشهير سيدي الحاج الطيب رحمه الله

ولد رضي الله عنه سنة 1867م بفجيج بالمغرب الأقصى من أبيه المجاهد الشهير، والبطل الكبير، والمتزعم لمقاومة سنة "1867م حتى 1908م " بالمغربين الأوسط والأقصى سيدي الشيخ أبوعمامة بن العربي البوشيخي الصديقي. ومن أمه الولية الصالحة، المجاهدة التقية، ممرضة المجاهدين، للا ربيعة بنت سيدي المنور بن الشيخ، نفعنا الله بهم آمين

فوالد صاحب الترجمة كان له الفضل الكبير في تهييء إبنه الطيب وتكوينه منذ ولادته رغم مضايقات العدو المتزايدة، بحيث أنه حينما ولد بفجيج لم يرد إثارة الخبر تحسبا لمخططات المستعمر وملاحقاته للمقاومين وذويهم

لقد أخذ سيدي الطيب العلم عن فقهاء الزاوية، وعلماء فجيج من حفظ للقرآن الكريم، وللحديث الشريف، والفقه المالكي.... أما علم التصوف فتم تكوينه من قبل والده الذي كانت تأتيه الوفود للأخذ عنه والتبرك به، قطب العارفين، شيخ الطريقة سيدي الشيخ أبوعمامة قدس الله سره العزيز، فلقنه العلم والحلم، وعلمه مجاهدة النفس وحثه على الجهاد في سبيل الله تعالى

ومنذ طفولته وهو متطلع للعلم متحمس له، ذو رغبة ملحة للتقرب إلى الله تعالى، خادما مطيعا لوالديه وللزاوية الشيخية البوعمامية التي أسسها والده "بأم جرار التحتاني، المعروفة اليوم بإسم قلعة الشيخ بوعمامة " الجزائر

أن الولية الصالحة المجاهدة البطلة للا ربيعة والدة الشيخ الحاج الطيب، كان لها دور كبير وبارز في حياة زوجها الشيخ سيدي بوعمامة رضي الله عنهم، وجهادها البطولي لنصرة الإسلام والمسلمين، والتضحية معه في تنقلاته، وقيامها بالدعوة إلى الله تعالى في صفوف النساء من أتباع الطريقة الشيخية، في كل منطقة حل بها زوجها الشيخ الصوفي بزاويته، ثم جهدها الكبير في تهيئة إبنها الطيب، في تعليمه حب الله تعالى وحب الخير، حيث يحكى أنه عندما كان يبلغ من العمر عشر سنوات رآى أحد الأطفال في سنه دون ملابس من شدة الفقر، فنزع عباءته فألبسها إياه ،وذهب إلى حصير عندهم في الخيمة فلف بدنه به حتى جاءت والدته للا ربيعة فألبسته ثوبا آخر، لقد هيأته لحمل لواء الخير والتكافل مع الفقراء والمساكين

كان سيدي الطيب وهو شاب متلهف إلى مقاومة العدو الفرنسي، وإلى الإستشهاد في سبيل الله إلى جانب والده في جهاده المتواصل

سجنه في وجدة ثم فاس " المغرب

ألقي القبض عليه في سنة 1905م من قبل المخزن المغربي وبقي شهورا قلائل في وجدة ثم نقل إلى سجن الدكاكين بفاس ثم المخرق " الأغواط الجزائر " لقد عانى كثيرا من السجن في عدة مناطق، ثم الإقامة الجبرية، وكل المعانات التي كان يعانيها كان دائما يجعلها ويحسبها في مرضات الله عز و جل، وهذا ما زاده إيمانا أكثر بالله تعالى وتقربا له بالعبادات بعيدا عن مشاغل السياسة.

وفي سنة 1906م أخرج من السجن حيث سيوضع تحت الإقامة الجبرية، فأصبح محط مراقبة فرنسا وأعوانها " العاملين معها

وفي سنة 1907م أطلق صراحه ليلتحق بوالده بمدينة العيون الشرقية " المغرب

ساهم في نشاط الزاوية دينييا وإجتماعيا بإعتبار تكوينه الصوفي

قال عنه الشاعر المهناني

ولده الطيب كامل الدين والإحسان = وطريق الرشد كالإمام الجنيد
أوتى الحكمة صغير في حال الشبان = منها حكمة البالغين أهل الوجد
سبحان ألي عطا الحكمة للقمان = أصل الحكمة يورث وفق العهد


وهذا ما جعل والده يؤهله ويوصي أتباع الطريقة الشيخية بإتباع إبنه الطيب في وصية كتبها قبل أن يتوفى بأيام إذ كانت وفاته في العاشر من رمضان عام 1908م. في واد بورديم على مشارف قصبة العيون، وقد شيد سيدي الطيب على ضريح والده قبة كبيرة جدا إستغرق في بنائها شهورا

قالت إحدى المقدمات في قصيدة مطلعها

سيد الطيب فين بوك يا عمارت لوطاني = راهم أباتك خلفوك يا القطب الرباني

سيد الطيب فين بوك يا عمارت لوطاني = راهم أباتك خلفـوك يـا القطـب الربانـي


أصبح سيدي الطيب هو شيخ الطريقة البوشيخية الشيخية، خلفا لواده متفرغا للعبادة محافظا على دور الزاوية الإجتماعي بإعتبارها ملجأ لعابري السبيل ومقصدا للمحتاج والفقير ومقرا لتسوية الخلافات سواء بين القبائل أو الأفراد متبعة في ذلك شيخها المصلح الشيخ سيدي الطيب بن بوعمامة الذي إتخذ القرآن الكريم منهجا له، وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، آخذ ا بما أوصى به مراعيا لمضامين وصية أبيه متبعا طريقة جده الأكبر سيدنا ومولانا عبد القادر بن محمد " سيدي الشيخ "

لقد جد وإجتهد الشيخ سيدي الطيب لينال درجة قطب الصالحين ويلقي العلم ويربي الساكين، ويجعل الصوفية مسلكه ومعراجه، بإعتباره كان قد أخذ مبادئها على يد شيخه ووالده الشيخ سيدي بوعمامة فكان معلمه ومربيه ، فلا شيخ له في الطريقة غيره، ومن قال غير هذا فلا علم له بوصية جده الأكبر مؤسس الطريقة الشيخية

وعندما شعر بإقتراب أجله المحتوم، أمر بإجتماع كل أولاده ليوصيهم بما جاء به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأشار لهم بكفه وجمع أصابعه على أن إجتمعوا بعدي ولا تتفرقوا

إنتقل إلى رحمة الله بعد خمسة عشر يوما بعد عودته من الحج، لتقبض بعدها روحه الطاهرة على الساعة الرابعة، التي كان تلك الليلة يسأل هل وصلت الساعة الرابعة ؟ سأل أولاده عدة مرات

" وتذكر إبنته للا رقية وإمرأة كانت معها أنه قال لهم هل ترون الأرض قد فرشت ببساط أخضر من شرقها إلى غربها، ثم قبض جالسا مستقبلا القبلة ." في يوم 3 من شهر صفر الخير سنة 1354ه الموافق ل 7 من شهر ماي 1935م

دفن بالمسجد الذي بناه بالزاوية رحمه الله ونفعنا ببركاته في الدارين آمين

لقد ترك عدة قصائد تربوية تذكيرية بالله عز و جل، وبعض التائيات الخاصة برجال التصوف وكيفية مصاحبتهم والإستفادة منهم

وقد خلفه في المشيخة إبنه الشيخ سيدي عبد الحاكم بوصية مكتوبة

ترك سيدي الشيخ الحاج الطيب من الأبناء الذكور ما يلي

من السيدة فروح بنت المبروك : الوردي -عبد الرحيم - علي
من السيدة فاطنة بنت عبد الله : أبوبكر - سليمان - العربي - بوعمامة - " عبد الحاكم " - محمد - معمر - الشيخ - عبد القادر - عبد الحميد
من السيدة خديجة بنت بحوص : الأخضر - بن التاج

تحقيق خادم الطريقة الشيخية بفرنسا مصطفى حاكمي

موقع الطريقة الشيخية الشاذلية ( طريقة أسلاف بيضاء نقية )

Mise en ligne le 15/11/2004. Tariqa-Cheikhiyya© 2004