( الحلقة السابعة من سلسلة الشيخ سيدي بوعمامة )

( الحلقة السابعة من سلسلة الشيخ سيدي بوعمامة )

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله سلم على سيدنا وحبيبنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحابته أجمعين

تحياتي العطرة بعطر شهر رمضان المعظم إلى جميع متابعينا الأحباب من كل الانتماءات والقناعات والتوجهات، وبعد...

كما وعدتكم في المقالة الماضية، إليكم المقالة الأولى الخاصة بالجوانب الخفية من شخصية الشيخ بوعمامة. وقبل عرض هذه الحصص المباركة، أقدم لها بالمقدمة التالية:

لا شك أن التاريخ يشهد، بأن عظماء الرجال من المسلمين بالخصوص، غالبا ما تسبق خروجهم إلى الدنيا إشارات وإرهاصات تقدم لخروجهم للحياة. ولنا في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الأمثلة على الإطلاق، حيث إن مولده المبارك، سبقت إرهاصات كثيرة، وواكبت مولده أحداث ملأت أركان الدنيا كلها، بما فيها الملأ الأعلى، وكل ذلك مدون على وجه اليقين...

غير أن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كونه أعظم مخلوق دب على وجه الأرض، وأحب مخلوق إلى الله سبحانه، بل وجعل منه الحق سبحانه سر الوجود، لا يمكن أن تتم مقارنته مع أي مخلوق سواه بأي وجه من الوجوه. وقد جعل الله جميع جوانب حياته صلى الله عليه وسلم تشريعا لنا بوجه من الوجوه. ووجه استدلالنا هنا في هذه الجزئية، إمكانية أن يرفق الله سبحانه مولد الخواص من عباده بإرهاصات وأحداث تشير إلى خصوصيته، ليكون من شاهدها منها على بال. وقد وقعت هذه الأمور للكثير من عظماء المسلمين بالتواتر...

ونظرا لخصوصية الشيخ الذي نحن بصدد التعريف به، فقد أكرمه الله سبحانه وتعالى ببعض الأحداث والإرهاصات، منها ما سبق مولده، ومنها ما تزامن معه، سنحاول أن نوافيكم ببعضها كما قرأناها مدونة في المخطوطات الخاصة، وكما سمعنا بها أكثر من مرة مباشرة من شيخ الطريقة الشيخية الحالي، وشيخ الزاوية البوعمامية، الشيخ سيدي الحاج حمزة، حفيد الشيخ بوعمامة ووارث سره حاليا حفظه الله، فأقول وبالله التوفيق:

1= واقعة من أحد المجاذيب يسمى السيد الطاهر كان معروفا آنذاك، ينتمي للنسب البكري، كان يتحدث عن الشيخ بوعمامة وهو لا زال في بطن أمه، وقد نظم في حقه أبياتا زجلية ذات معزى نذكر منها:

بوعمامة يا فوهاما == راه واجد ليه المركــــــوب

بوعمامة يا فوهاما == راه في القصرية مـحجوب

بوعمامة يا فوهاما == ليا شرعني راني مغلــوب

كان الرجل يشير بكلامه بكل وضوح، أن هذا الشخص القادم الذي يسمى بوعمامة، والذي لا زال في بطن أمه (في القصرية محجوب)، هو صاحب الساعة، ينتظره مستقبل رباني زاهر، (راه واجد ليه المركوب)، أي مركوب السيادة والولاية والعز. ويختم بقوله ما معناه، حينما يخرج هذا الشخص للوجود،(بوعمامة)، فسينصب سيدا على المجال الروحي الرباني وينتهي دوري حينها، (ليا شرعني راني مغلوب)...

2= يضيف المطبوع، أن الشيخ بوعمامة رضي الله عنه حينما ولد، خرج معه نور ملأ المنزل، شاهدته جميع النسوة اللواتي كن حاضرات، وبشروا به والده السيد العربي الذي فرح به أيما فرح، كما فرحت به أمه السيدة فاطمة بنت الحجاج أشد الفرح وجميع أقاربه، واستبشر الجميع به خيرا، وصار الجميع يتتبع خطوات تطور شبابه، وينتظر أن تتجسد تلك الإرهاصات والبشائر في الواقع المعيش...

وتولت أمه السيدة فاطمة بنت الحجاج تربيته بعناية فائقة، مع ما كان يخالجها من سرور حول مستقبل ابنها، والأمل اللامحدود في أن تراه ذات يوم من السادة العظام، بالنظر للإشارات التي استبشرت بها. وكانت عنايتها بتربيته الأدبية الأخلاقية أقوى، وبالحرص على تعليمه القرآن الكريم أكثر. وواصل الأبوان اهتمامهما بالولد، كل من جانبه في مجال اختصاصه، وبدأ يظهر على الطفل نبوغ فائق، سواء في التعليم أو في مختلف مجالات الحياة التي يتدرب عليها الأطفال، بما يفوق مستوى أقرانه. وتبين للوالدين أن الشاب سيكون له شأن عظيم، غير أنهما لم يكونا يدركان المجال الذي سيبرز فيه بعد، وتركا ذلك لله، وهما يترقبانه عبر الأيام...

هذا، ونظرا لأهمية هذا الجانب، وكونه غير مسبوق بالمرة، سأكتفي بهذا القدر، على أن أوافيكم في الأيام القادمة إن شاء الله بما يكفي من المعلومات النيرة الخاصة عن هذا الرجل العظيم...

أخوكم أحمد حاكمي.

تاريخ النشر
25-05-2021

موقع الطريقة الشيخية الشاذلية ( طريقة أسلاف بيضاء نقية )

Mise en ligne le 15/11/2004. Tariqa-Cheikhiyya© 2004